https://alaseer.yoo7.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

https://alaseer.yoo7.com

منتديات الأسير
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في داخلك الأرض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ملــ الغرام ــك
أسير جديد
أسير جديد
ملــ الغرام ــك


عدد الرسائل : 8
العمر : 43
تاريخ التسجيل : 04/04/2008

في داخلك الأرض Empty
مُساهمةموضوع: في داخلك الأرض   في داخلك الأرض I_icon_minitimeالجمعة أبريل 04, 2008 8:47 pm


اعزائي ان هذه القصيدة للشاعر القبطان بابلو نيرودا الشاعر التشيلي الراحل قد اعجبني ما جاء فيها من كلمات ومعاني وتعابير لذا اضعها بين ايديكم لتطلعو عليها واتمنا ان تنال اعجابكم


أيتها الوردة الصغيرة،

الوردة البالغة الصغر،

إنك ضئيلة وعارية،

حتى ليخيل لي بعض الأحيان

أن بوسعي وضعك في إحدى يدي

وأن بمقدوري أن أضم يدي عليك

وأرفعك إلى فمي،

ولكن

فجأة

تلامس قدماي قدميك وفمي شفاهك،

لقد كبرت،

كتفاك يرتفعان مثل هضبتين،

نهداك يشقان طريقهما عبر صدري،

ذراعي تستطيع بالكاد أن تحيط

بالهلال الوليد الذي هو خصرك،

مثل أمواج متلاطمة تتفجرين بالحب،

أستطيع بالكاد أن أسبر أكثر عيون السماء اتساعا

وأنحني فوق ثغرك لأقبل الأرض.



الملكة


لقد توجتك ملكة.

هنالك نساء أعظم منك بكثير

هنالك نساء أنقى منك بكثير

هنالك نساء أجمل منك ، أجل .



غير أنك أنت الملكة.



حين تمشين في الشوارع

لا يتعرف عليك أحد

لا يرى أحد تاجك الكريستالي، ولا يلاحظ أحد

البساط الأحمر الذهبي

الذي تطئينه حين تعبرين.

ذلك البساط الذي لا وجود له.



وحين تظهرين

تهدر كل الأنهار

في جسدي ، وتهز الأجراس

السماء،

وينغمر العالم بترانيم

لا يستطيع سماعها يا حبيبتي إلا

أنا وأنت.





يداك


حينما تقترب يداك ، يا حبيبتي

من يدي

فما الذي تحضرانه لي في رحلتهما؟

لماذا تتوقفان

فوق فمي فجأة،

لماذا أتعرف عليهما

كما لو أنني منذ زمن بعيد

قد لمستهما،

كما لو أنهما قد وجدتا من قبل

كما لو أنهما قد مرتا بلطف

فوق جبيني وخاصرتي؟



لقد جاءت نعومتهما

محلقة عبر الزمن،

فوق البحر، وخلال الدخان،

مع الربيع،

وحينما وضعت

يديك فوق صدري

عرفت هذين الجناحين

للحمائم الذهبية،

عرفت الطين

ولون القمح.



طوال سنوات حياتي

كنت أبحث عنهما.

صعدت مجموعات متواصلة من السلالم

وأبحرت خلال الصخور البحرية المثلمة،

القطارات أقلتني،

والبحار أعادتني،

وفوق أديم الأعناب

ظننت أنني لمستك.

ملمس الخشب فجأة

أعادني للاتصال بك،

اللوز منحني وعدا

عن نعومتك السرية،

إلى أن تشابكت يداك

فوق صدري

وهنالك مثل جناحين

أتمتا رحلتهما.





ضحكتك


احرميني من الخبز إذا ما شئت،

احرميني من الهواء ، لكن

لا تحرميني من ضحكتك.



لا تأخذي الوردة،

الرمح الذي تجردينه،

الماء الذي في الحال

يتفجر في ابتهاجك،

الموجة المفاجئة من النباتات

التي تنبت حول قدميك.



إن كفاحي شاق وفي بعض الأحيان

أعود إلى المنزل متعب العينين

من تحديقي طوال اليوم

في الأرض الساكنة،

ولكنني ما إن أدخل، حتى ترتفع

ضحكتك إلى السماء، باحثة عني،

ولتفتح لي

كل أبواب الحياة.



يا حبيبتي، حتى في أشد الساعات

حلكة جردي

ضحكتك، وإذا ما حدث فجأة أن رأيت

دمي يلطخ

الأحجار في الطريق،

فاضحكي، لأن ضحكتك

ستكون ليدي

مثل سيف جديد ملتمع.



عند البحر في الخريف

ستطلق ضحكتك

زختها من الزبد،

وفي الربيع، يا حبيبتي،

أحتاج ضحكتك

مثل الزهرة التي طال انتظارها،

الزهرة الزرقاء ، وردة

وطني الشجي.



اضحكي من الليل،

من النهار، من القمر،

اضحكي من هذا الصبي

الأخرق الذي يحبك،

ولكن حينما أفتح

عيني، وأغلقهما،

حين تغذ خطاي السير،

وحين تعود خطاي،

احرميني من الخبز، من الهواء،

احرميني من الضوء، من الربيع،

ولكن لا تحرميني أبدا من ضحكتك،

لأن موتي حينئذ سيكون محتما.





أبديتي




هل ترين هاتين اليدين؟ لقد ذرعتا الأرض

وقامتا بفصل المعادن عن الحبوب،

لقد صنعتا السلم والحرب

وجابتا كل البحار والأنهار،

ولكنهما رغم ذلك

حين تسافران فوق جسدك يا حبيبتي الصغيرة

يا عصفورتي وقمحي، فإنهما لا تستطيعان

أن تحيطا بك

وحين تحاولان أن تصلا إلى الحمامتين اللتين

تحطان أو تحلقان فوق صدرك ينتابهما التعب.

إنهما تجتازان ساقيك وتنحرفان عند ضوء خصرك

أنت لي كنز لا يضاهيه البحر بكل ما يحتوي عليه من ثروات

أنت بيضاء وزرقاء ورحبة مثل الأرض

حين تورق الكروم.



في هذه المملكة الممتدة

بين قدميك وجبينك

سوف أقطع عمري

أمشي وأمشي وأمشي.





ولدي


هل تعلم يا ولدي، هل تعلم

من أين جئت؟



من بحيرة تصرخ فيها النوارس

بيضاء وجائعة.



عند المياه الشتائية

هي وأنا أشعلنا

نارا حمراء متضرمة

مبلين شفاهنا

بقبل تبلغ أقصى أرواحنا،

قذفنا بكل شيء إلى اللهب،

وأشطنا حياتينا.



هكذا جئت إلى هذا العالم.



ولكنها، لتراني

ولتراك يوما ما

عبرت المحيطات،

وأنا، لكي أضم

خصرها الصغير ،

سافرت في كل بقاع الأرض،

بحروبها وبجبالها،

بصحاريها وأشواكها.



هكذا جئت إلى هذا العالم.



لقد جئت من أماكن عديدة،

من الماء والتراب،

من النار والثلج،

لقد جئت من مكان بعيد

لتكون معنا نحن الاثنين،

من هذا الحب الرهيب

الذي يكبل أيدينا،

نريد أن نعرف

ما تكون، وما بوسعك أن تقوله لنا،

لأنك تعلم أكثر

عن العالم الذي منحناك إياه.



مثل عاصفة عظيمة

هززنا وهززنا

شجرة الحياة

نزولا إلى أسرار جذورها،

وهاأنت ذا الآن

تغني في الأوراق،

فوق أعلى غصن

بلغناه معك.





الكندور


أنا الكندور، أحلق

فوقك حين تمشين

وفجأة في دوامة

من الريح والريش والبراثن

أهوي فوقك وأحملك إلى الأعلى

في عاصفة صاخبة

من البرد العاصف.



عاليا في برجي المكسو بالثلج

إلى مخبئي الأسود

أحملك لتعيشي وحدك،

تنبتين غطاء من الريش

وتحلقين فوق العالم،

ساكنة، في الأعالي.



يا زوجة الكندور، لنندفع

نحو هذه الفريسة الحمراء،

لنمزق الحياة

التي تأتي مع القلب النابض

ولنحلق ثانية معا

في رحلتنا المتوحشة.





الحشرة


من ردفيك نزولا إلى قدميك

أريد أن أمضي في رحلة طويلة.



إنني أصغر من حشرة.



فوق هذه الهضاب أعبر،

هضاب بلون الشوفان،

فوقها تركت آثار باهتة

لا يعرفها أحد سواي،

سنتيمترات مسفوعة،

مشاهد باهتة.



ها هو ذا جبل.

لن أغادر هذا المكان أبدا.

يا لهذا الكم الهائل من الطحالب!

وهنا فوهة بركان، وردة

من نار رطبة!



نزولا من فوق ساقيك

أسلك طريقا لولبيا،

أو أنام في الطريق،

وأصل إلى ركبتيك،

صلابة مستديرة

مثل الأعراف القاسية

لقارة مضيئة.



منحدرا إلى قدميك

أبلغ الكوى المستطيلة الثمانية

لأصابع قدميك المدببة ، البطيئة،

الشبه جزيرية،

ومن عندها أهوي

إلى الفراغ الأبيض

للورقة ، باحثا بعماء

وبتعطش عن شكل

بوتقتك النارية.





دائما


إنني لا أغار

مما حدث قبلي.



تعالي مع رجل

فوق كتفيك

تعالي مع مائة رجل في شعرك،

تعالي مع ألف رجل ما بين نهديك وقدميك،

تعالي مثل نهر

ممتلئ برجال غرقى

ينحدر إلى البحر الهائج،

إلى الموج المتكسر الأبدي ، إلى الوقت!



أحضريهم جميعا

إلى حيث أنتظرك؛

سنكون وحدنا دائما،

سنكون دائما أنت وأنا

وحيدين فوق الأرض،

لنبدأ حياتنا!





الخطوة الخاطئة


إذا ما خطت قدمك خطوة أخرى

فسوف تقطع.



إذا ما أخذتك يدك

إلى طريق آخر

فسوف تتعفن وتسقط.



إذا ما أخذت حياتك مني

فسوف تموتين

حتى وأنت حية ترزقين.



ستكونين جثة أو ظلا

يهيم خلال العالم من دوني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في داخلك الأرض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
https://alaseer.yoo7.com :: الأقسام الأدبية :: منتدى أسير عـــــــذب الكـــــــــلام-
انتقل الى: